«ق» مبنية فواصلها على ردف أواخرها بالياء والواو. فقال فى هذه السورة : (الْأَوْتادِ الْأَحْزابِ عِقابِ). وجاء بإزاء ذلك فى سورة «ق» : (ثَمُودُ وَعِيدِ).
قال : ومثله فى الصافات : ([وَعِنْدَهُمْ] قاصِراتُ الطَّرْفِ عِينٌ) (١). وفى السورة : (قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ) (٢) فالقصد إلى التوفيق بين الألفاظ مع وضوح المعانى.
* قوله تعالى فى قصة آدم : (إِنِّي خالِقٌ بَشَراً) (٣) : [قد سبق] (٤).
[٣٩] سورة الزمر
* قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) (٥). وفى هذه أيضا : (إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِ) (٥) الفرق بين (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) و «وأنزلنا عليك». وقد سبق (٧) فى البقرة.
ونزيده وضوحا : أن كل موضع خاطب [الله تعالى] (٨) [فيه] (٩) النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) ففيه تكليف ، وإذا خاطبه بقوله : (إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ) ففيه تخفيف.
اعتبر / بما فى هذه السورة : فالذى فى أول السورة (إِلَيْكَ) : فكلفه الإخلاص فى العبادة والذى فى آخرها (عَلَيْكَ) فختم الآية بقوله : (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) أى لست (١٠) مسئولا عنهم فخفّف عنه ذلك.
* قوله تعالى : (إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ. وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) (١١) وزاد مع الثانى لاما ؛ لأن المفعول من الثانى محذوف تقديره : وأمرت أن
__________________
(١) سورة الصافات الآية : ٤٨.
(٢) سورة ص الآية : ٥٢.
(٣) سورة ص (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) الآية : ٧١.
(٤) ز. فى البصائر ١ / ٤٠٢ وقد سبق فى متشابه سورة الحجر عند قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً) انظر ص : ٢١٤.
(٥) سورة الزمر (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) الآية : ٢ ، (إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) الآية : ٤١.
(٧) سبق فى متشابهات سورة البقرة عند قوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) انظر ص : ١١٨.
(٨) زيادة يقتضيها السياق.
(٩) ز. فى «ح» ٧٠ / ب ، والبصائر ١ / ٤٠٥.
(١٠) يقصد مسئولية هداية من أعرض وتولى. وإلا فإن مسئولية الرعاية لا تنفك أبدا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
(١١) سورة الزمر (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ. وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) الآيتان : ١١ ، ١٢. وقوله : (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ) الآية : فيه التفات إلى أول السورة (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) الآية : ٢.