* قوله تعالى : (نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ) بالفاء ، وفى الآية الثالثة : (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ) بالواو ؛ لأن الفاء للتعقيب والعطف ، وكان اتخاذ الحوت
السبيل عقيب النّسيان فذكر بالفاء ، وفى الآية الأخرى لما حيل بينهما بقوله : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ
أَنْ أَذْكُرَهُ) زال معنى التعقيب وبقى العطف المجرد وحرفه الواو.
* قوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) . وبعده : (لَقَدْ جِئْتَ
شَيْئاً نُكْراً) ؛ لأن الإمر : العجب : والعجب يستعمل فى الخير والشر بخلاف
النّكر ؛ لأن النكر ما ينكره العقل فهو شر ، وخرق السفينة لم يكن معه غرق. وكان
أسهل من قتل الغلام وإهلاكه. فصار لكل واحد معنى يختص بمكانه.
* قوله تعالى : (أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ) ، وبعده : (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ
إِنَّكَ) ؛ لأن الإنكار فى الثانية أكثر ، وقيل : أكّد التقرير
الثانى بقوله : (لك) ، كما تقول لمن توبخه : «لك أقول ، وإياك أعنى». وقيل : بيّن
فى الثانى المقول له ، لما لم يبين فى الأول.
* قوله تعالى : (فَأَرَدْتُ) فى الأول. وفى الثانى : (فَأَرَدْنا) . وفى الثالث : (فَأَرادَ رَبُّكَ) ؛ لأن الأول فى الظاهر إفساد ؛ فأسنده إلى نفسه. والثانى
إنعام محض فأسنده إلى الله [عزوجل] . والثالث إفساد من حيث القتل ، إنعام من حيث التبديل
فأسنده إلى نفسه وإلى الله سبحانه. وقيل : لأن القتل كان منه. وإزهاق
__________________