للفظ. ومثله فى (سبأ) فى موضعين (١) والملائكة (٢).
* قوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْجاهُمْ) (٣) بالألف ؛ لأنه وقع فى مقابلة (أَنْجَيْتَنا) (٤).
* قوله تعالى : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ) (٥). وفى هود : (بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ) (٦) ؛ لأن ما فى هذه السورة تقديره بسورة مثل سورة «يونس» ، فالمضاف محذوف فى السورتين وأصله «مثل سورة». وما فى هود إشارة إلى ما تقدمها من أول «الفاتحة» إلى «هود» : وهى عشر سور (٧).
* قوله تعالى : (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ) (٨) فى هذه السورة وكذلك فى هود. وفى البقرة (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) (٩) ؛ لأنه لما زاد فى السور زاد فى المدعوين (١٠) ، ولهذا قال
__________________
(١) سورة سبأ : الآيتان : ٣ ، ٢٢.
(٢) سورة الملائكة [فاطر](وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ) من الآية : ١١ ، وقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً) من الآية : ٤٤.
(٣) سورة يونس (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) من الآية : ٢٢.
(فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) من الآية : ٢٣.
(٤) فى النسخة الأصلية : [أنجيناه] وتصحيفه واضح.
(٥) سورة يونس من الآية : ٣٨.
(٦) سورة هود من الآية : ١٣.
(٧) التقدير فى هود [بعشر سور مثل السور التى تقدمت سورة هود] وهى من حيث التلاوة من الفاتحة إلى هود ، وتعقيبا على عبارة الكرمانى نقول : إن التحدى وقع بعشر سور مطلقا بدون تحديد. نعم ، إن ترتيب سورة هود من حيث التلاوة يقع بعد عشر سور ، ولكن هذه السور التى سبقتها فى ترتيب التلاوة لم تكن قد أنزلت كلها عند نزول آية التحدى بعشر سور ، بل إن سبع سور منها قد نزلت بعدها إحداها مكية ، وهى : سورة الأنعام ، وست سور مدنية وهى بحسب نزولها : ١ ـ طولى الزهراوين ، ٢ ـ الأنفال ، ٣ ـ آل عمران ، ٤ ـ النساء ، ٥ ـ التوبة ، ٦ ـ المائدة. ولم يتقدم آية التحدى إذن سوى سورة الفاتحة فى قول ، والأعراف (٣٨) ، وسورة يونس (٥٠). ولا يعقل أن يكون التحدى وقت نزول آية هود بسور لم تنزل بعد. ويقتضى هذا : أن يكون التحدى على إطلاقه. وسر وقوع آية التحدى بعشر سور فى سورة ترتيبها فى التلاوة بعد عشر سور. إن الذى ينهض للتحدى لو كان جادا فى زعمه فعليه أن يقبل التحدى بالسور على ترتيبها فى المصحف ، أما هذا الذى يذهب من أول الأمر ليلتمس بين قصار السور ما يحقق مراده فهذا أقوى برهان على الاعتراف من البداية بالعجز عن التحدى.
(٨) سورة يونس (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) الآية : ٣٨ ، وفى هود (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) الآية : ١٣.
(٩) سورة البقرة (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) الآية : ٢٣.
(١٠) أى إلى التحدى.