(وَلكِنْ ذِكْرى) (١) ، فكان الذكرى أليق بها.
* قوله تعالى : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ) (٢) فى هذه السورة وفي آل عمران (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) (٣) وكذلك في الروم (٤) [ويونس (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) (٥)] (٦) ؛ لأن ما في هذه السورة وقعت بين أسماء الفاعل (٧) وهو (فالِقُ الْحَبِ) (٨) و (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ) (٩) ؛ واسم الفاعل يشبه الاسم من وجه فيدخله الألف واللام والتنوين والجر وغير ذلك ، ويشبه الفعل من وجه فيعمل عمل الفعل ، ولا يثنّى ولا يجمع إذا عمل (١٠) ولهذا جاز العطف عليه بالاسم نحو قوله : (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ) (١١) ، وجاز العطف عليه بالفعل نحو قوله : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (١٢) ، ونحو قوله : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) (١٣). فلما وقع بينهما ذكر (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) بلفظ الفعل و (مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ) بلفظ الاسم ، عملا بالشّبهين وأخر لفظ الاسم لأن الواقع بعده اسمان ، والمتقدم اسم واحد ، بخلاف ما في آل عمران ؛ لأن
__________________
(١) سورة الأنعام (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنْ ذِكْرى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الآية : ٦٩.
(٢) سورة الأنعام (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) الآية : ٩٥.
(٣) سورة آل عمران (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) الآية : ٢٧.
(٤) سورة الروم (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) الآية : ١٩.
(٥) سورة يونس (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) الآية : ٣١.
(٦) ما بين المعقوفين زيادة في «ح» ٢٠ / أ ، وكذا في البصائر ١ / ١٩٥.
(٧) كذا في «ح» ٢٠ / أ ، وفي الأصلية والبصائر : [الفاعلين] والأول أصح.
(٨) سورة الأنعام الآية : ٩٥ انظر : الحاشية رقم (٢) من هذه الصفحة.
(٩) سورة الأنعام (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) الآية : ٩٦.
(١٠) بل هو يعمل في حالتى التثنية والجمع.
(١١) سورة آل عمران (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) الآية : ١٧.
(١٢) سورة الحديد من الآية : ١٨.
(١٣) سورة الأعراف من الآية : ١٩٣.