انصاب الماء بكثرة ، والانبجاس ظهور الماء ، وكان فى هذه السورة (وَاشْرَبُوا) [فذكر] (١) بلفظ بليغ. وفى الأعراف : (كُلُوا) ، وليس فيه (وَاشْرَبُوا) فلم يبالغ فيه.
* قوله تعالى : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ) (٢) فى هذه السورة. وفى آل عمران (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ) (٣) ، وفيها وفى النساء ([وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ] بِغَيْرِ حَقٍ) (٤) ؛ لأن ما فى البقرة إشارة إلى الحق الذى أذن الله أن تقتل النفس به وهو قوله : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) : فكان الأولى بالذكر لأنه من الله تعالى.
وما فى آل عمران والنساء نكرة : أى بغير حق فى معتقدهم ودينهم فكان (٥) هذا بالتنكير أولى.
وجمع النبيين جمع السلامة فى البقرة لموافقة ما بعده فى جمع السلامة وهو : «الذين (٦) والصابئين». وكذلك فى آل عمران (٧) : «الذين ، وناصرين» [ومعرضون] (٨) بخلاف الأنبياء فى السورتين.
__________________
= بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ) من الآية : ١٦٠.
(١) زيادة فى البصائر ١ / ١٤٤ ، وفى «د. ت».
(٢) سورة البقرة من الآية : ٦١.
(٣) سورة آل عمران من الآية : ٢١.
(٤) سورتا آل عمران والنساء من الآيتين : ١٨١ و ١٥٥ على التوالى.
تنبيه : لم يقع لفظ [النبيين] فى القرآن الكريم بعد فعل القتل إلا فى آيتى البقرة : ٦١ ، آل عمران : ٢١. ووقع لفظ [الأنبياء] بعد فعل القتل فى ثلاثة مواضع : موضعان فى سورة آل عمران الآيتان : ١١٢ ، ١٨١ ، وموضع فى سورة النساء الآية : ١٥٥. و [أنبياء الله] فى موضع واحد سورة البقرة الآية : ٩١.
(٥) كذا فى البصائر ١ / ١٤٤ ، وفى الأصلية : [وكان].
(٦) كذا فى البصائر ١ / ١٤٤ ، وفى الأصلية و «د. ت» : [النبيين] ، وهو تصحيف لأن لفظ [النبيين] لا يوجد فى الآية التالية التى عناها المصنف بقوله : [لموافقة ما بعده] وهى الآية ٦٢ من سورة البقرة.
والصابئون هم الخارجون من دين إلى دين من صبأ الظلف إذا طلع. ويراد بالصابئة الخارجين من الدين الحق إلى الدين الباطل ، ولذا جمعت الصابئة عقائد مختلفة بيّنها علماء الملل والنحل مثل ابن حزم ، والشهرستانى. فمن الصابئين من يعبد الكواكب السيارة ، وعبدة النجوم ، ومنهم من يقدس الروحانيات ويتخذ الوسائط ليتقرب إليها ، ومنهم الموحدون من غير أهل الكتاب ولكنهم يتخذون النجوم قبلة.
(٧) سورة آل عمران (أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ. أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ) الآيتان : ٢٢ ، ٢٣.
(٨) زيادة فى البصائر ١ / ١٤٤.