وهذا سليمان عليهالسلام يفهم منطق الطّير وقول النّمل ، والنمل من الحكل ، والحكل ما لا يسمع له صوت. قال رؤية (١) :
لو كنت قد أوتيت علم الحكل |
|
علم سليمان كلام النّمل |
وقال العمانيّ يمدح رجلا (٢) :
ويفهم قول الحكل لو أنّ ذرّة |
|
تساود أخرى لم يفته سوادها |
والسّواد : السّرار ، جعل قولها سرارا ، لأنها لا تصوّت.
وهذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، تخبره الذّراع المسمومة (٣) ويخبره البعير أنّ أهله يجيعونه ويدئبونه (٤).
__________________
بعض». أخرجه البخاري في الأيمان ٨ / ١٦٨ ، ومسلم في الجنة حديث ٣٧ ، ٣٨ ، والترمذي حديث ٣٢٧٢ ، وأحمد في المسند ٣ / ١٣٤ ، ١٤١ ، ٢٣٠ ، ٢٣٤ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ١١٧١ ، ١١٧٣ ، ٣٩٤٧٩ ، والتبريزي في مشكاة المصابيح ٥٦٩٥ ، والسيوطي في الدر المنثور ٦ / ١٠٧ ، وابن حجر في فتح الباري ٨ / ٥٩٥ ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٥ / ١٢٧.
(١) الرجز في ديوان رؤبة بن العجاج ص ١٣١ ، ولسان العرب (حكل) ، (فطحل) ، وتهذيب اللغة ٤ / ١٠١ ، وجمهرة اللغة ص ٥٦٢ ، ومجمل اللغة ٢ / ٩٤ ، وتاج العروس (حكل) ، (فطحل) ، والرجز بلا نسبة في المخصص ٢ / ١٢٢ ، وديوان الأدب ١ / ١٥٨ ، ومقاييس اللغة ٢ / ٩١.
(٢) البيت من الطويل ، وهو للعثماني في أساس البلاغة (حكل) ، وللعماني في البيان والتبيين ١ / ٤٠ ، والحيوان ٤ / ٢٣ ، والمعاني الكبير ٢ / ٦٣٦ ، وبلا نسبة في لسان العرب (حكل).
(٣) لفظ الحديث بتمامه : عن جابر بن عبد الله : أن يهودية من أهل خيبر سمّت شاة مصلية ثم أهدتها لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذراع فأكل منها ، وأكل رهط من أصحابه معه ، ثم قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ارفعوا أيديكم» وأرسل إلى اليهودية فدعا بها ، فقال لها : «أسممت هذه الشاة؟» قالت : نعم ، قال : «فما أردت إلى ذلك؟» قالت : قلت إن كان نبيا فلن يضره ، وإن لم يكن نبيا استرحنا منه ، فعفا عنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يعاقبها.
وقد روي الحديث بطرق وأسانيد متعددة. أنظر : البخاري في الهبة باب ٢٨ ، ومسلم في السلام حديث ٤٢ ، وأبو داود في الديات باب ٦ ، وابن ماجة في الطب باب ٤٥ ، والدارمي في المقدمة باب ١١.
(٤) لفظ الحديث بتمامه : عن عبد الله بن جعفر قال : أردفني رسول الله صلىاللهعليهوسلم خلفه ذات يوم ، فأسرّ إليّ حديثا لا أحدّث به أحدا من الناس ، وكان أحب ما استتر به رسول الله صلىاللهعليهوسلم لحاجته هدفا أو حائش نخل. قال : فدخل حائطا لرجل من الأنصار ، فإذا جمل ، فلما رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حنّ وذرفت عيناه ، فأتاه النبي صلىاللهعليهوسلم فمسح ذفراه فسكت ، فقال : «من رب هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟» فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله. فقال : «أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكى إليّ أنك تجيعه وتدئبه». أخرجه أبو داود في الجهاد باب ٤٤ ، وأحمد في المسند ١ / ٢٠٤ ، ٢٠٥.