فكانت تغزل الغزل من الصوف والشّعر والوبر بمغزل في غلظ الذّراع ، وصنّارة في قدر الإصبع ، وفلكة عظيمة ، فإذا أحكمته أمرت خادمها فنقضته.
في سورة الصافات
(إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤) طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ (٦٥)) [الصافات : ٦٤ ، ٦٥].
طلعها : ثمرها ، سمّي طلعا لطلوعه كلّ سنة ، ولذلك قيل : طلع النخل ، لأوّل ما يخرج من ثمره ، فإذا انتقل عن ذلك فصار في حال أخرى ، سمى باسم آخر.
والشياطين : حيّات خفيفات الأجسام قبيحات المناظر.
قال الشاعر وذكر ناقة (١) :
تلاعب مثنى حضرميّ كأنّه |
|
تعمّج شيطان بذي خروع قفر |
يعني : زماما ، شبّه تلوّيه بتلوّي الحيّة.
وقال آخر (٢) :
عجيّز تحلف حين أحلف |
|
كمثل شيطان الحماط أعرف |
والحماط : شجر. والعرب تقول إذا رأت منظرا قبيحا : كأنه شيطان الحماط. يريدون حيّة تأوى في الحماط ، كما يقولون : أيم (٣) الضّال ، وذئب الغضى ، وأرنب خلّة ، وتيس حلّب ، وقنفذ برقة.
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لطرفة بن العبد في الحيوان ٤ / ١٣٣ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في لسان العرب (حبب) ، (عمج) ، (خرع) ، (شطن) ، (ثنى) ، ومقاييس اللغة ٢ / ٢٨ ، ٣ / ١٤٨ ، ٤ / ١٣٧ ، ومجمل اللغة ٢ / ٣٠ ، وديوان الأدب ٢ / ٦٠ ، ٤٤٠ ، والمخصص ٧ / ١١٠ ، ٨ / ١٠٩ ، وتاج العروس (حبب) ، (خرع) ، (ثنى).
(٢) يروى الشطر الأول من الرجز بلفظ :
عنجرد تحلف حين أحلف
والرجز بلا نسبة في لسان العرب (عنجرد) ، (حمط) ، (شطن) ، (حيا) ، وتهذيب اللغة ٣ / ٣٧٠ ، ٤ / ٤٠٢ ، ١١ / ٣١٣ ، وتاج العروس (عجرد) ، (عنجرد) ، (عرف) ، (شطن) ، (حيي) ، وديوان الأدب ٢ / ٦٠ ، ٩٥.
(٣) الأيم والأيّم ، بسكون الياء وتشديدها مثل : هين وهيّن : الحية الأبيض اللطيف ، وعمّ به بعضهم جميع ضروب الحيات.