ولا مثل يوم في قدار ظللته |
|
كأنّي وأصحابي على قرن أعفرا |
أي كأنّا من القلق على قرن ظبي ، فنحن لا نستقر ولا نسكن.
وكان بعض أهل اللغة يأخذ على الشعراء أشياء من هذا الفنّ ، وينسبها فيه إلى الإفراط وتجاوز المقدار. وما أرى ذلك إلا جائزا حسنا على ما بيّنّاه من مذاهبهم ..
كقول النابغة في وصف سيوف (١) :
تقدّ السّلوقيّ المضاعف نسجه |
|
وتوقد بالصّفاح نار الحباحب |
ذكر أنها تقطع الدّروع التي هذه حالها ، والفارس حتى تبلغ الأرض فتورى النار إذا أصابت الحجارة.
وقول النّمر بن تولب في صفة سيف (٢) :
تظلّ تحفر عنه إن ضربت به |
|
بعد الذراعين والسّاقين والهادي |
يقول : رسب في الأرض بعد أن قطع ما ذكر ، واحتاج أن يحفر عنه ليستخرجه من الأرض.
ومثله قوله مهلهل (٣) :
ولو لا الرّيح أسمع أهل حجر |
|
صليل البيض تقرع بالذّكور |
__________________
ولا مثل يوم في قذاران ظلته
والبيت من الطويل ، وهو في ديوان امرئ القيس ص ٧٠ ، ولسان العرب (عفر) ، وتهذيب اللغة ٢ / ٣٥٤ ، وتاج العروس (عدد) ، وفيه : «عندرا» ، بدل : «أعفرا» ، (عفر) ، (قدر) ، (حمل) ، وأساس البلاغة (عفر) ، والبيت بلا نسبة في مجمل اللغة ٣ / ٣٨٥.
(١) البيت من الطويل ، وهو في ديوان النابغة الذبياني ص ٤٦ ، ولسان العرب (حجب) ، (صفح) ، (سلق) ، ومقاييس اللغة ٢ / ٢٨ ، ٣ / ٢٩٣ ، والتنبيه والإيضاح ١ / ٥٨ ، ومجمل اللغة ٢ / ٢٨ ، وكتاب العين ٥ / ٧٧ ، وتهذيب اللغة ٤ / ٢٥٧ ، ٨ / ٤٠٤ ، وجمهرة اللغة ص ١٧٤ ، وبلا نسبة في كتاب العين ٣ / ١٢ ، وجمهرة اللغة ص ٨٥١ ، وتاج العروس (حبب) ، (صفح) ، (سلق).
(٢) البيت من البسيط ، وهو للنمر بن تولب في الشعر والشعراء ١ / ٢٧٠ ، والوساطة ص ٤٣٥ ، ونقد الشعر ص ١٨ ، والعمدة ٢ / ٥٨ ، وكتاب الصناعتين ص ٢٨٣ ، والموشح ص ٧٨ ، والأغاني ١٩ / ١٦٢ ، وإعجاز القرآن ص ٧٧ ، وديوان المعاني ٢ / ٥١.
(٣) البيت من الوافر ، وهو للمهلهل في أمالي القالي ٢ / ١٣٤ ، وأمالي اليزيدي ص ١٢ ، والكامل ١ / ٣٥٠ ، والعمدة ٢ / ٥٩ ، والعقد الفريد ٥ / ٢٠ ، والوساطة ص ٤٣٥ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٥٦ ، والحيوان ٦ / ٤١٨ ، والأغاني ٤ / ١٤٧ ، ومعجم الشعراء ص ٣٣١ ، والبيان والتبيين ١ / ١٢٤ ، والموشح ص ٧٤ ، ونقد الشعر ص ٨٤ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١ / ١٨٥.