١٩
أسماء السور
السورة ، تهمز ولا تهمز ، فمن همزها جعلها من : أسأرت ، أى أفضلت ، من السؤر ، وهو ما بقى من الشراب فى الإناء ، كأنها قطعة من القرآن. ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم وسهل همزها.
ومنهم من يشبهها بسورة البناء ، أى القطعة منه ، أى منزلة بعد منزلة. وقيل : من سور المدينة ، لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور ، ومنه السوار ، لإحاطته بالساعد. وقيل : لارتفاعها ، لأنها كلام الله ، والسورة : المنزلة الرفيعة ، قال النابغة :
ألم تر أن الله أعطاك سورة |
|
ترى كل ملك حولها يتذبذب |
وقيل : لتركيب بعضها على بعض ، من التسوّر ، بمعنى التصاعد والتركيب ، ومنه : (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ).
وحدّ السورة قرآن يشتمل على آى ذى فاتحة وخاتمة ، وأقلها ثلاث آيات.
وقيل : السورة ، الطائفة المترجمة توقيفا ، أى المسماة باسم خاص بتوقيف من النبى صلىاللهعليهوسلم.
وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار.
وقد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير ، وقد يكون لها اسمان فأكثر. من ذلك الفاتحة : فلها نيف وعشرون اسما ، وذلك يدل على شرفها ، فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى.
أحدها : فاتحة الكتاب ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «هى أم القرآن ، وهى فاتحة الكتاب ، وهى السبع المثانى» وسميت بذلك لأنه يفتتح بها فى المصاحف وفى التعليم وفى القراءة فى الصلاة.