٦٩
أمثال القرآن
عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن القرآن نزل على خمسة أوجه : حلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ، فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام ، واتبعوا المحكم ، وآمنوا بالمتشابه ، واعتبروا بالأمثال».
وقيل : من أعظم علم القرآن علم أمثاله.
وقد عدّه الشافعى مما يجب على المجتهد معرفته من علوم القرآن فقال : ثم معرفة ما ضرب فيه من الأمثال الدوال على طاعته المبينة لاجتناب ناهيه.
وقال الشيخ عز الدين : إنما ضرب الله الأمثال فى القرآن تذكيرا ووعظا ، فما اشتمل منها على تفاوت ثوابا أو على إحباط عمل أو على مدح أو ذم أو نحوه فإنه يدل على الأحكام.
وقيل : ضرب الأمثال فى القرآن يستفاد منه أمور كثيرة : التذكير ، والوعظ ، والحثّ ، والزجر ، والاعتبار ، والتقرير ، وتقريب المراد للعقل ، وتصويره بصورة المحسوس ، فإن الأمثال تصوّر المعانى بصورة الأشخاص ، لأنها أثبت فى الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس ، ومن ثم كان الغرض من المثل تشبيه الخفىّ بالجلى ، والغائب بالمشاهد.
وتأتى أمثال القرآن مشتملة على بيان بتفاوت الأجر ، وعلى المدح والذم ، وعلى الثواب والعقاب ، وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره ، وعلى تحقيق أمر أو إبطاله ، قال تعالى : (وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ) فامتنّ علينا بذلك لما تضمنه من الفوائد.
ومن حكمته تعليم البيان وهو من خصائص هذه الشريعة.
وقيل : التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعانى ، وإدناء المتوهم من الشاهد ، فإن كان الممثل له عظيما كان الممثل به وإن كان حقيرا كان الممثل به كذلك.