ومن الخفيف : (لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً).
ومن المضارع : (يَوْمَ التَّنادِ).
ومن المقتضب : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ).
ومن المجتث : (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
ومن المتقارب : (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ).
الإدماج : وهو أن يدمج المتكلم غرضا فى غرض ، أو بديعا فى بديع ، بحيث لا يظهر فى الكلام إلا أحد الغرضين أو أحد البديعين كقوله تعالى : (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) أدمجت المبالغة فى المطابقة ، لأن انفراده تعالى بالحمد فى الآخرة ، وهى الوقت الذى لا يحمد فيه سواه ، مبالغة فى الوقت بالانفراد بالحمد ، وهو إن خرج مخرج المبالغة فى الظاهر فالأمر فيه حقيقة فى الباطن ، فإنه ربّ الحمد والمنفرد به فى الدارين.
وقيل فى هذه الآية : إنها من إدماج غرض فى غرض ، فإن الغرض منها تفرّده تعالى بوصف الحمد ، وأدمج فيه الإشارة إلى البعث والجزاء.
الافتنان : هو الإتيان فى كلام بفنين مختلفين ، كالجمع بين الفخر والتعزية فى قوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) فإنه تعالى عزّى جميع المخلوقات من الإنس والجن والملائكة وسائر أصناف ما هو قابل للحياة ، وتمدح بالبقاء بعد فناء الموجودات فى عشر لفظات ، مع وصفه ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال والإكرام سبحانه وتعالى.
الاقتدار : هو أن يبرز المتكلم المعنى الواحد فى عدة صور اقتدارا منه على نظم الكلام وتركيبه على صياغة قوالب المعانى والأغراض ، فتارة يأتى به فى لفظ الاستعارة ، وتارة فى صورة الإرداف ، وحينا فى مخرج الإيجاز ، ومرة فى قالب الحقيقة
وعلى هذا أتت جميع قصص القرآن ، فإنك ترى فى الصفة الواحدة ، التى لا تختلف معانيها ، تأتى فى صورة مختلفة وقوالب من الألفاظ متعددة ، حتى لا تكاد تشتبه فى موضعين منه ، ولا بد أن تجد الفرق بين صورها ظاهرا.