٥
الصيفى والشتائى
أنزل الله فى الكلالة آيتين : إحداهما فى الشتاء ، وهى التى فى أول النساء ، والأخرى فى الصيف ، وهى التى فى آخرها.
وفى صحيح مسلم ، عن عمر : «ما راجعت رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم فى شىء ما راجعته فى الكلالة ، وما أغلظ فى شىء ما أغلظ لى فيه ، حتى طعن بإصبعه فى صدرى ، قال : عمر ألا تكفيك آية الصف التى فى آخر سورة النساء».
عن أبى هريرة ، أن رجلا قال : يا رسول الله ما الكلالة؟ قال : أما سمعت الآية التى نزلت فى الصيف : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) وكان ذلك فى سفر حجة الوداع.
ومنه : الآيات النازلة فى غزوة تبوك ، فقد كانت فى شدّة الحرّ : ففي الخبر : «أن رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ما كان يخرج فى وجه من مغازية إلا أظهر أنه يريد غيره ، غير أنه فى غزوة تبوك قال : يا أيها الناس ، إنى أريد الروم ، فأعلمهم ، وذلك فى زمان البأس وشدة الحر وجدب البلاد ، فبينما رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، ذات يوم فى جهازه إذ قال للجد بن قيس : هل لك فى بنات بنى الأصفر؟ قال : يا رسول الله. لقد علم قومى أنه ليس أحد أشدّ عجبا بالنساء منى ، وإنى أخاف إن رأيت نساء بنى الأصفر أن يفتننى ، فأذن لى ، فأنزل الله : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي) الآية. وقال رجل من المنافقين : لا تنفروا فى الحرّ ، فأنزل الله : (قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا).
ومن أمثلة الشتائى : قوله : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ) إلى قوله : (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ففي الصحيح عن عائشة أنها نزلت فى يوم شات.