مع ذلك صار موجبا لضيق دائرة الامر بنحو لم يتعلق إلّا بالذات التوأمة مع التقرب فى عالم الوجود لا بشرط التقرب ولا لابشرطه فكذلك فى المقام (١) ولازم ذلك ح قصور ترخيص الواضع من وضعه على اى نحو من الاستعمال بلا احتياج فيه الى شرط خارجى (٢) فى متن عقد لازم وح يكون استعمال كل واحد بغير ما يوافق غرضه الداعى على وضعه غلطا (٣) كما لا يخفى
______________________________________________________
(١) فاذا كان الغرض من وضع الحروف مثلا تفهيم معناه ملحوظا باللحاظ الآلي بنحو القضية الحينية والاسماء باللحاظ الاستقلالى كذلك فعليه يتضيق من اجله دائرة موضوع وضعه ويختص بذات المعنى فى حال كونه ملازما مع اللحاظ الآلي او الاستقلالى بنحو القضية الحينية لا التقييد.
(٢) كما توهم وما ذكرنا من القضية الحينية والحصة التوأمة مع الآلية فى الحروف والاستقلالية فى الاسماء هو مراد صاحب الكفاية قدسسره من جواب ان قلت قال فى الكفاية ، ح ١ ، ص ١٥ ان قلت على هذا لم يبق فرق بين الاسم والحرف فى المعنى ولزم كون مثل كلمة من ولفظ الابتداء مترادفان صح استعمال كل منهما فى موضع الآخر وهكذا سائر الحروف مع الاسماء الموضوعة لمعانيها وهو باطل بالضرورة كما هو واضح قلت الفرق بينهما انما هو فى اختصاص كل منهما بوضع حيث انه وضع الاسم ليراد منه معناه بما هو هو وفى نفسه والحرف ليراد منه معناه لا كذلك بل بما هو حالة لغيره كما مر الاشارة اليه غير مرة فالاختلاف بين الاسم والحرف فى الوضع يكون موجبا لعدم جواز استعمال احدهما فى موضع الآخر وان اتفقا فى ما له الوضع الخ وليس مقصوده اشتراط عند الوضع على المستعملين بان لا يستعملوا الحروف الا فى حال لحاظ المعنى مرآة لحال المتعلق ولا الاسماء الا فى حال المعنى مستقلا كما مر مفصلا مع جوابه.
(٣) اى فى غير الحصة التى وضع اللفظ لذلك المعنى فى تلك الحصة والمحدودة بذلك الحد واما الجواب عما ذكره اخيرا من الجمع بين النقيضين ففيه انا لا نسلم كون المفاهيم والمعانى الحرفية بسائط غاية البساطة بل هى مركبه ولها فصول واجناس وليس ما به الامتياز فيها عين ما به الاشتراك اذ لا شك فى ان المفاهيم الذهنية يمتاز بعضها عن بعض فتارة يكون الامتياز فيها بتمام الذات كالاجناس العالية واخرى ببعض الذات كالانواع المتداخلة تحت جنس واحد كما فى مفهوم الانسان والبقر مثلا ومرة يكون الامتياز فيها بالعوارض الزائدة عن اصل الذات كما فى الاضافة والاشخاص المتداخلة تحت نوع واحد فهذه المفاهيم تمتاز بالعيان والوجدان بعضها عن البعض الآخر فكيف يمكن القول بان المفاهيم الحرفية كلها