ولم أنجهم من البلاء ليكون وبالا عليهم (١) ولكن الله نجّاهم (٢) على يدي.
قال له الملك : الرأي رأيك. قال يوسف : إنّي اشهد الله ، واشهدك أيّها الملك إنّي قد أعتقت أهل مصر كلّهم ، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم ، ورددت عليك أيّها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير إلّا بسيرتي ، ولا تحكم إلّا بحكمي ، قال له الملك : إنّ ذلك لشرفي وفخري أن لا أسير إلّا بسيرتك ، ولا أحكم إلّا بحكمك ، ولولاك ما قويت عليه ، ولا اهتديت له ، ولقد جعلت سلطاني عزيزا لا يرام ، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك رسوله ، فأقم على ما ولّيتك فإنّك لدينا مكين أمين. (٣)
قوله سبحانه : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ)
وهذا بمنزلة النتيجة لشطر من القصّة ، وهو ما مكث فيه في بيت العزيز إلى أن خرج من السجن ، وقوله سبحانه : (يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ)، كناية عن توسعة المقام في الأرض.
قوله سبحانه : (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ)
معناه إطلاق القدرة ، وهذا نظير قوله سبحانه السابق : (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ) ، (٤) وليس
__________________
(١). في المصدر : «لأكون بلاء عليهم»
(٢). في المصدر «أنجّاهم».
(٣). مجمع البيان ٥ : ٤٢٠.
(٤). يوسف (١٢) : ٢١.