هو الآخر بقرينة (الْآخَرُ).
قوله سبحانه : (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي)
قيل : لمّا قال يوسف ـ عليهالسلام ـ للآخر : أنت يقتلك الملك ويصلبك وتأكل الطير من دماغك ، جحد الرجل ، فقال : إنّي لم أر ذلك ، فقال يوسف : (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ).
أقول : وهو وجيه ؛ لدلالة قوله : (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ) على سبق إنكار ما ، والفتوى والفتيا : القول عن نظر ورأي.
قوله سبحانه : (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ)
الضمير راجع إلى صاحب السقي الذي ظنّ أنّه ناج منهما ، والدليل على ذلك قوله تعالى بعد عدّة آيات : (وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ). (١)
وفي بعض الروايات ما يدلّ على أنّ الناسي ذكر ربّه هو يوسف ، وهو مردود بتصريحه ـ سبحانه ـ : أنّ يوسف من المخلصين ، وأنّ الشيطان لا سبيل له إلى المخلصين.
قوله سبحانه : (بِضْعَ سِنِينَ)
البضع من كنايات العدد ، يطلق على ما بين الثلث إلى السبع ، وفي تفسير العياشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : سبع سنين. (٢)
__________________
(١). يوسف (١٢) : ٤٥.
(٢). تفسير العياشي ٢ : ١٧٨ ، الحديث : ٣٠ ؛ بحار الأنوار ١٢ : ٣٠٣ ، الحديث : ١٠٥.