[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (٣)]
قوله سبحانه : (الر تِلْكَ آياتُ)
قد ظهر ممّا تقدم من البيان في آية الولاية (١) أنّ التوحيد والولاية متحدان بحسب الحقيقة ، مختلفان بالاعتبار ، فالتوحيد : كون الحقّ ـ سبحانه ـ واحدا في الذات والصفات والافعال بحسب الواقع ونفس الأمر ، والولاية : تحقق العبد بذلك بحسب العلم ، ونعني بالتحقّق بذلك بحسب العلم ، أن لا يرى لغيره تعالى أصالة واستقلالا في ذاته وصفاته وأسمائه ، لا بحسب النظر والفكر ، بل بحسب التحقّق والبيان ، بحيث لا يناقض قوله فعله ، فقد شرحنا ذلك هناك بعض الشرح.
إذا تذكّرت ذلك فأعلم : أنّ غرض السورة بيان ولاية الله ـ سبحانه ـ لعبده ، وأنّه ـ سبحانه ـ إذا خصّ عبدا برحمته لصلاحه وإحسانه يتوّلى أمره ، فيخرجه
__________________
(١). (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)، المائدة (٥) : ٥٥.