فارجعوا ودعوا محمّدا والعرب وادفعوه بالراح ما اندفع ، وإن لم ترجعوا فردّوا القيان.
فلحقهم الرسول بالجحفة فأراد عتبة أن يرجع فأبى أبو جهل وبنو مخزوم ، وردّوا القيان من الجحفة.
قال : وفزع أصحاب رسول الله لمّا بلغهم كثرة قريش واستغاثوا وتضرّعوا ، فأنزل الله سبحانه : (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ) (١) وما بعده. (٢)
قال : قال ابن عبّاس : (٣) ولمّا أمسى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ وجنّه الليل ، ألقى الله على أصحابه النعاس.
أقول : وذلك بعد نزولهم ببدر بالعدوة الدنيا ، وهو شطّ الوادي ممّا يلي المدينة ، وكانوا قد نزلوا بموضع كثير الرمل لا يثبت فيه قدم ، فأنزل الله عليهم المطر رذاذا (٤) حتّى لبّد الأرض وثبّت أقدامهم ، وكان المطر على قريش مثل العزالي ، وألقى الله في قلوبهم الرعب كما قال الله : (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ). (٥)
قال الطبرسي : ولمّا أصبح رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يوم بدر عبّأ أصحابه فكان في عسكره فرسان ، فرس للزبير بن العوّام ، وفرس للمقداد بن الأسود ، وكان في عسكره سبعون جملا كانوا يتعاقبون عليها ، وكان رسول الله
__________________
(١). الأنفال (٨) : ٩.
(٢). مجمع البيان ٤ : ٨٠٢ ـ ٨٠٤.
(٣). هو المروي عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ راجع : مجمع البيان ٤ : ٨٠٧.
(٤). الرذاذ : جمع الرذ ، والرذ : المطر الضعيف ، والعزالي بفتح العين : جمع عزلا وهو فم الراوية [منه ـ رحمهالله ـ].
(٥). آل عمران (٣) : ١٥١.