قوله [سبحانه] : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ)
يمكن أن يستفاد من الآية أنّ لكلّ أمّة من حيث اجتماعهم أجلا ، كما أنّ لكلّ فرد من أفرادها أجلا ، وقد أثبت سبحانه لكلّ فرد كتابا ، ولكلّ أمة كتابا ، كما أثبت لكلّ أجل كتابا ، قال سبحانه : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) (١) ، وقال سبحانه : (كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا) (٢) ، وقال سبحانه : (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) (٣).
قوله سبحانه : (يا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ)
لفظة (ما) و (النون) المشدّدة جيء بهما للتأكيد ، وهو شائع في الإستعمال ، وقد مرّ فيما مرّ ، أنّ هذه الخطابات لجميع البشر ، لا لأمة النبيّ خاصة ، حتى يستدلّ به على كون شريعة محمد ـ صلىاللهعليهوآله ـ غير خاتمة للشرائع.
*
__________________
(١). الإسراء (١٧) : ١٣.
(٢). الجاثية (٤٥) : ٢٨.
(٣). الرعد (١٣) : ٣٨.