إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير البيان [ ج ٤ ]

تفسير البيان [ ج ٤ ]

208/418
*

عندهم ويسائلهم ، ولم يكن بأحد منهم أشدّ أنسا منه بيحيى بن زكريا ، فقال له يحيى : يا أبا مرّة إنّ لي إليك حاجة ، فقال له : أنت أعظم قدرا من أن أردّك بمسألة فاسألني (١) ما شئت فإنّي غير مخالفك في أمر تريده ، فقال يحيى : يا أبا مرّة ، أحبّ أن تعرض عليّ مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بنى آدم ، قال له إبليس : حبّا وكرامة وواعده لغد.

فلّما أصبح يحيى قعد في بيته ينتظر الوعد (٢) وأغلق (٣) عليه الباب اغلاقا ، فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته ، فإذا وجهه صورة وجه القرد ، وجسده على صورة الخنزير ، وإذا عيناه مشقوقتان طولا (٤) ، وإذا أسنانه وفمه مشقوقات طولا (٥) عظما واحدا بلا ذقن ولا لحية ، وله أربعة أيد ، يدان في صدره ، ويدان في منكبه ، وإذا عراقيبه قوادمه ، وأصابعه خلفه ، وعليه قباء ، وقد شدّ وسطه بمنطقة فيها خيوط معلّقة بين (٦) أحمر وأصفر وأخضر (٧) وجميع الألوان ، وإذا بيده جرس عظيم ، وعلى رأسه بيضة ، وإذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة بالكلّاب ، فلمّا تأمله يحيى ـ عليه‌السلام ـ قال له : ما هذه المنطقة التي في وسطك ، فقال : هذه المجوسيّة أنا الذي سننتها وزيّنتها لهم ، فقال له : ما هذه (٨) الخطوط (٩)

__________________

(١). في المصدر : «فسلني»

(٢). في المصدر : «الموعد»

(٣). في المصدر : «وأجاف»

(٤). في المصدر : «وفمه مشقوق طولا»

(٥). في المصدر : ـ «مشقوقات طولا»

(٦). في المصدر : «من بين»

(٧). في المصدر : «وأخضر وأصفر»

(٨). في المصدر : «فما»

(٩). في المصدر : «الخيوط»