ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (١٤)]
قوله سبحانه : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ
لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)
في العدول عن لفظ
الأبناء إلى الأولاد دلالة على أنّ حكم السهم والسهمين مخصوص بالأبناء من غير
واسطة ، وأمّا أولاد الأولاد فنازلا فالحكم فيهم حكم من يتّصلون به ، فبنت الابن
تذهب بسهمين وابن البنت بسهم ، فالولد ما يولده الإنسان من غير واسطة ، والابن
أعمّ منه وممّن له واسطة في اتّصاله.
وأمّا قوله : (آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ لا تَدْرُونَ
أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً)
فإنّما العناية
فيه أنّ الناس لا يتأتّى لهم تشخيص الأقرب نفعا من الأبعد ، فالأنسب استعمال الأب
والابن دون الوالد والولد. على أنّ فيه إشعارا بأنّ الوراثة غير مختصّة بالولد
والوالد دون ولد الولد ووالد الوالد ، كما سيجيء.
وقوله تعالى : (فَإِنْ كُنَّ نِساءً)
الضمير إلى
الأولاد المفهوم بقرينة المقام ، وتأنيثه باعتبار تأنيث الخبر. ومثله القول في
قوله : (وَإِنْ كانَتْ
واحِدَةً).
وإنّما لم يتعرّض
لحكم البنتين لفهمه من صدر الآية ، كما قال الكليني في الكافي : إنّ الله جعل حظّ
الانثيين الثلثين بقوله : (لِلذَّكَرِ مِثْلُ
حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) ، وذلك أنّه إذا
ترك الرجل بنتا وابنا فللذكر مثل حظّ الانثيين وهو الثلثان ، فحظّ الانثيين
الثلثان ، واكتفى بهذا البيان أن يكون ذكر الانثيين بالثلثين ، انتهى.
__________________