يغسل ، ثم قال : (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) ، فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه ، فعرفنا أنّهما ينبغي أن تغسلا إلى المرفقين ، ثم فصّل بين الكلام فقال : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) ، فعلمنا حين قال : (بِرُؤُسِكُمْ) ، أنّ المسح ببعض الرأس لمكان الباء ثمّ وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال : (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) ، فعرفنا حين وصلهما بالرأس أنّ المسح على بعضهما ، ثمّ فسّر ذلك رسول الله [صلىاللهعليهوآله] للناس [فضيّعوه] ، ثم قال : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ) ، ثمّ وصل بها (وَأَيْدِيَكُمْ) ، فلمّا وضع الوضوء عمّن لم يجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا لأنّه قال : (بِوُجُوهِكُمْ) ، ثمّ قال : (مِنْهُ) أي من ذلك التيمّم ، لأنّه علم أنّ ذلك أجمع لا يجري على الوجه لأنّه يعلّق من ذلك الصعيد ببعض الكفّ ، ولا يعلّق ببعضها (١).
أقول : والرواية مشهورة رواها جمع من الرواة مجموعا ومقطّعة عن زرارة (٢).
وقد زاد في الفقيه قال زرارة : قلت [له] : أرأيت ما أحاط به الشعر؟ فقال : كلّما أحاط به [من] الشعر فليس على العباد أن يطلبوه ، ولا يبحثوا عنه ، ولكن يجري عليه الماء (٣).
أقول : وهو استفادة الحكم من لفظة الوجه.
وفي تفسير العيّاشي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : إنّ عليّا ـ عليهالسلام ـ
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ : ٢٩٩ ؛ نقله المؤلف من العيّاشي ونسخته مطابق للعيّاشي ؛ تهذيب الأحكام ١ : ٦١ ـ ٦٢.
(٢). وسائل الشيعة ٣ : ٣٦٤ ؛ الكافي ٣ : ٣٠ ؛ تهذيب الأحكام ١ : ٦١ ؛ الاستبصار ١ : ٦٢.
(٣). من لا يحضره الفقيه ١ : ٤٤ ـ ٤٥.