ـ صلىاللهعليهوآله ـ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) فأمر (١) الإمامة من تمام الدين ، ولم يمض [ـ صلىاللهعليهوآله ـ] حتى بيّن لأمّته معالم دينهم ، وأوضح لهم سبيلهم ، وتركهم على قصد الحق (٢) ، وأقام لهم عليّا ـ عليهالسلام ـ علما وإماما ، وما ترك [لهم] شيئا يحتاج إليه الأمّة إلّا بيّنه ، فمن زعم أنّ الله عزوجل لم يكمل دينه فقد ردّ كتاب الله ، ومن ردّ كتاب الله فهو كافر [به] (٣).
قوله سبحانه : (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
المخمصة : المجاعة ، والتجانف : التمايل ، ويتحصّل منه تجويز الإقتحام في تخمص (٤) الأكل في دفع الجوع ، هذا وهو حكم ثانوي ، وفيها دلالة على أنّ المغفرة كما تتعلّق بالذنب كذلك تتعلّق بمنشأه ، وهو الحكم الذي في مخالفته ذنب وسيجىء إستيفاء الكلام فيه.
*
__________________
(١). في المصدر : «وأمر»
(٢). في المصدر : «سبيل الحق»
(٣). الكافي ١ : ١٩٩ ؛ عيون أخبار الرضا ـ عليهالسلام ـ ٢ : ١٩٥.
(٤). في الاصل : «تمخص» والصحيح ما اثبتناه في المتن.