ابناء البشر الذين يدعون الفهم والعلم. يعصون خالقهم ويطيعون عدوهم الشيطان فيما يشقيهم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) التقوى حاله في القلب منحصرة في من عرف خالقه بصفاته الكمالية. بحيث تحصر جلب كل خير. ودفع كل شر بمعونة الله لا غير فتخلص اليه.
(وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) وهو تعبير وايحاء أوسع من ألفاظه بكثير. ومجرد خطوره على القلب يفتح أمامه صفحة اعماله بل صفحة حياته. ويمد ببصره في سطورها كلها يتأملها وينظر رصيد حسابه بمفرداته وتفصيلاته. لينظر ماذا قدم لغده. في هذه الصفحة.
وهذا التأمل كفيل بان يوقظه الى مواضع ضعفه. ومواضع نقصه. ومواضع تقصيره. مهما يكون قد أسلف من خير وبذل من جهد. فانه لابد أن يتجدد لديه النشاط الى الازدياد. واما اذا وجد أن سيئاته متغلبة على حسناته. فهنا تلتهب النار في قلبه عند سماعه لهذه الاية الكريمة. ويبادر فورا الى التوبة الى ربه والندم على ما فرط منه. والعزم على عدم العود في عصيان خالقه مهما كلفه الامر. ويؤدي للمخلوقين مالهم عليه من حقوق. ويبدأ بقضاء مافاته من فرائض اوجبها عليه خالقه بدون تقصير. وهذا هو المؤمّن. والموصل للسعادة في الدارين والى ما تقر به العين في الحياتين.
(وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) وهنا تزيد القلوب الحية حساسية ورهبة. ويقظة وتذكيرا وتحذيرا. فالذي ينسى الله يهيم في غياهب الضلال. وتستولى عليه الاهواء والشهوات ويتمكن من غوايته الشيطان فيصبح يرى الحق باطلا. والباطل حقا.
(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) وهي حالة عجيبة