وخدمتهم له ـ هذه التي تبدو فيما حكاه الله عنهم. وهم يقولون لهم (أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ثم يصورون لهم الجنة :
(لَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) فأي نعيم بعد هذا النعيم له وزن وقيمة.
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ) ان النهوض بواجب الدعوة الى الله في مواجهة التواءات النفس البشرية وجهلها له مكانته عند الخالق العظيم.
(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) وكيف يمكن استواء الخبيث للطيب والفساد للصلاح.
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) هنا يعرف العاقل من الجاهل والشريف من الرذيل.
ولو قوبل السفيه بمثل فعله لأصبح مثله وفرج كربه وأخذته العزة بالاثم غير أن تلك السماحة تحتاج الى قلب كبير وصبر جميل. وعقل رزين وارادة قوية.
وهذه الدرجة درجة دفع السيئة بالحسنة والسماحة التي تستعلى على دفعات الغيظ والغضب. درجة عظيمة لا يلقاها كل انسان فهي في حاجة الى الصبر وحظ موهوب يتفضل به الله العظيم على عبده المخلص المستسلم له.
(وَما يُلَقَّاها إِلَّا .. ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ...) انها درجة فائقة عالية الى حد كبير.
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٦) وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (٣٧)