الله. فما مصير أعداء الله ـ الا النار ـ انهم يحشرون. ويجمع أولهم على آخرهم. وآخرهم على أولهم كالقطيع. الى أين. الى النار. حتى اذا كانوا حيالها وقام الحساب. اذا شهود عليهم لم يكونوا لهم في حساب. ان ألسنتهم معقودة لا تنطق غير نطقها الاول تنطق بارادة خالقها لا بارادة صاحبها وهنا المصيبة. التي لا يملك العصاة معها شيئا. وكان صاحبها يستعملها في الكذب والباطل. وان أسماعهم وأبصارهم وجلودهم تخرج عليهم لتلبي أمر خالقها طائعة مذعنة. تروي عن صاحبها بكل ما استعملها به وخالف به ربه. وها هي تفضح ما حسبوه مستورا عليهم وأخفوه عن غيرهم من المخلوقين وما حسبوا أن خالقهم لا تخفى عليه خافية فضلا عن شهود جوارحهم عليهم التي لا كذب لديها بأمر خالقها.
(وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ) وما كان يخطر على بالكم.
(فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) يا للسخرية .. فالصبر الان صبر على النار. وليس الصبر الذي يعقبه فرج وفوز وسعادة كما لو كان في دار الدنيا. انه الصبر الذي جزاؤه النار.
(وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) فما عاد ينفع هناك نقاش ولا تحسر ولا عتاب.
(وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ) فهذه هي المهلكة. وهذا هو المنحدر الذي ينتهي دائما بالبوار. واذا هم في قطيع السوء في الامم التي حق عليها وعد الله من قبلهم (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ).
وكان من تزيين القرناء لهم دفعا الى محاربة هذا القرآن المجيد. حين أحسسوا بما فيه.