به جماعنهم وسفهت احلامهم وعبت الهتهم ودينهم. وكفرت به من مضى من آبائهم. فاسمع مني أعرض عليك امورا. تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضا. فقال له رسول الله ص وآله قل حتى اسمع يا أبا الوليد :
قال يا ابن اخي ان كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع امرا دونك. وأن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا. وان كان هذا الذي يأتيك رأيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الاطباء. وبذلنا فيها اموالنا حتى نبرئك منه. فانه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه. حتى اذا فرغ عتبة ورسول الله ص وآله يستمع اليه. فقال له : أفرغت يا ابا الوليد. قال نعم فاستمع مني قال افعل.
فبدأ رسول الله ص وآله يقرأ سورة فصلت فقال : بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعقلون. بشيرا ونذيرا. فاعرض اكثرهم فهم لا يسمعون حتى وصل الى قوله (فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود. فأمسك عتبة على فم رسول الله وناشده الرحم ان يكف في تتميم قراءته. ورجع الى القوم. فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم ابو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس اليهم قالوا ما وراءك يا ابا الوليد.
قال : ورائي اني سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط. والله ما هو بالسحر ولا بالشعر. ولا بالكهانة. يا معشر قريش اطيعوني واجعلوها لي. خلوا بين الرجل وبين ما هو فيه. فاعتزلوه. فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ عظيم. فان تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم. وان يظهر على العرب فملكه ملككم. وعزه عزكم. وكنتم