كلها من بعده الى يوم يقوم الناس لرب العالمين وتفنى الارض ومن عليها ويبقى الحي القيوم الذي لا يموت.
ولكن البشرية أخذت من يومها الاول الفوائد المادية من القرآن وتركت فوائده الروحية التي هي الاساس واللباب لأولي الالباب ولحياة النفوس وضيائها الذي به تستنير.
لقد جاء الاسلام لينادي بانسانية الانسان ولتتحد به افراد البشرية أجمع. وتنبذ الفوارق الجنسية بين الافراد. ولتلتقي في عقيدة واحدة ـ هي التوحيد المطلق ـ وتحت نظام عام ـ وهو القرآن ـ ولكن العنصرية والاهواء مانعة من ذلك حتى بقي الانسان في جهله وشقائه وتناحره وانحطاطه كما ترى وتسمع في أقطار الارض.
ولقد جاء الاسلام ليقول قولته العادلة التي يستحيل وجود العدل الصحيح الا بها (لا فضل لعربي على عجمي ولأبيض على اسود. ولا لذكر على انثى الا بالتقوى لا غير (أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) جاء الاسلام ليسوي بين جميع الشعوب والافراد امام حساب القضاء. والقانون الالهي جاء ليفعل هذا في وقت كانت البشرية غارقة في ظلمها العنصري ، وفسادها الطبقي. وان البشرية اليوم لهي في أشد الحاجة الى هذه العقيدة الصحيحة. وهذا القانون العادل والا لا بد لها من زيادة البلاء والشقاء. والشرود في المتاهات المادية وجحيم الحروب الدامية (قل (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). هذا هو ميزان الحق وميزاب الرحمة والعدل عنصر التوحيد للحي القيوم. ونبذ كل الهة المخلوقين الضعفاء الفقراء الفانين لا محالة.
هذا هو الاسلام الذي يكفل لكل مخلوق كرامته وعزته وحقه في الحياة بدون نقصان. ويقف دائما مرفوع الرأس. فلا ينحني رأسه الا