وشهواتهم واطلقوا لغرائزهم العنان تفعل ما تريد وتشتهي (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ).
وهذا هو التقرير الثاني. فقد قرر في الاول مصدر الهدى. وقصره على الذين يطلبونه من الله تعالى. وقرر الثاني وهدد به المنحرفين بان الله يستبدل غيرهم ولا يضروا الا انفسهم (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) وهذا هو التقرير الثالث الذي يخبر به عن ثبوت أولئك الرهط على الطاعة والاذعان والهدى والاستسلام لخالقهم الكبير المتعال وهؤلاء هم الذين يجب ان يكونوا قدوة المخلوقات اجمع لانهم اهتدوا وثبتوا على الهدى واصبحوا نموذجا للسعداء الفائزين بنعيم الدنيا والاخرة الذي هو رضا الله تعالى فهذا الهدى وحده هو الذي يسار عليه ، وهؤلاء وحدهم يجب أن يكون قدوة للعالمين.
(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (٩١) وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩٢))
البيان : لقد كان المشركون في معرض العناد واللجاج يقولون : ان الله لم يرسل رسولا من البشر ولم ينزل كتابا يوحى به الى بشر بينما كان الى جوارهم في الجزيرة اهل الكتاب من اليهود والنصارى ولم يكونوا ينكروا عليهم أنهم اهل الكتاب ولا ان الله لم ينزل التوراة (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ). انها سنة من سنن الله أن يرسل الرسل. وان ينزل الله عليهم الكتب. وهذا الكتاب الجديد الذي ينكرون تنزيله. هو كتاب مبارك في اصله. معجزة في