أحرز ذلك : لم يأل في ذلك جهدا ولم يقبل عن منهجه بدلا ، وهذا كلام الله الصريح يقول :
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ)
ان اقتناع المسلم بصحة ذلك ويقينه الجازم بوجوبه ولزومه ، هو الذي يدفعه للاضطلاع بعبء النهوض بتحقيق منهج الله الذي رضيه للناس في وجه العقبات الشاقة والمقاومة الثابتة.
ان الذين يريدون تمييع هذه المفاصلة الحاسمة باسم التسامح والتقريب بين أهل الاديان ، يخطئون فهم معنى الاديان ، كما يخطئون فهم معنى التسامح ، فالدين الصحيح هو دين الاسلام وما عداه لا واقع له عند الله ولا يزيد المتمسك به الا بعدا وضلالا عن الله تعالى وعن الحقيقة والسعادة.
ان الذين لا يقرأون القرآن ، ولا يعرفون حقيقة الاسلام يتصورون ان الاديان كلها دين واحد في زمن واحد كالالحاد المتعدد ، ولكن الامر ليس كذلك ابدا في التصور الاسلامي ، ولا في حس المسلم الحقيقي الذي عرف الاسلام وتذوق حلاوة الايمان.
ان الامر في التصور الاسلامي وفي حس المسلم واضح محدد وليس هناك دين غيره يعترف به الاسلام ، ولا رسالة بعد رسالة محمد ص وآله.
ومن ثم فليس هناك جبهة تدين يقف معها الاسلام في وجه الالحاد. بل هناك (دين الله) هو الاسلام. وهناك (لا دين) هو دين الضلال والشيطان ..
وكل مسلم مفروض عليه أن يدعو أهل الكتاب الى الاسلام ، لانه لا يكون مكلفا بدعوتهم الى الاسلام الا على اساس واحد. هو انه