بطلع على قصة مباهلة نصارى نجران بالتفصيل الوافي فليراجعها بالجزء الاول (٣٢٢) ص
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٦٥) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٦٦) ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٦٧) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (٦٨))
البيان : قيل تنازعت اليهود والنصارى في ابراهيم (ع) وزعم كل فريق انه منهم ، فترافعوا الى رسول الله ص وآله ، فنزلت هذه الآيات ، والمعلوم ان اليهودية والنصرانية حدثت في زمان متأخر ، فاليهودية حدثت بعد موسى وكان ماضي ألف سنة من زمن ابراهيم ، والنصرانية حدثت بعد عيسى وكان ماضي الفا سنة من زمن ابراهيم ، فكيف يكون صدق قول واحد منهما. ولكن الهوى يعمي صاحبه.
عن أمير المؤمنين (ع) قال : ما كان ابراهيم يهوديا يصلي الى المغرب ولا نصرانيا يصلي الى المشرق ، ولكن كان حنيفا مسلما على دين محمد ص وآله يصلي الى الكعبة. (وكان دينه وفق دين محمد ص وآله الحنفية). (وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) كاشراك اليهود والنصارى ، لا دعاء اليهود الاشراك بعزير ، والنصارى بالمسيح. وابراهيم (ع) يبرأ من جميع المشركين ، وكان مخلصا لرب العالمين ، ولذا قال عزوجل (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
يشير أولا الى ان اليهود والنصارى ـ الذين انتهى أمرهم الى تلك المعتقدات المنحرفة ـ مشركون.
ويشير الى أن الاسلام شيء والاشراك شيء آخر ، فلا يلتقيان