وهذا يكون ردا على من يقول انه اله او ابن الله نعوذ بالله وانه لا يموت ـ
(ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (٥٨) إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٦٠)
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (٦١)
إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (٦٣) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤))
البيان : ان التوجيه القرآني كله وحي من الله تعالى ، يتلوه على نبيه ص وآله ، وفي التعبير معنى التكريم ، وانه لحكيم يتولى تقرير الحقائق الكبرى في النفس والحياة بمنهج واسلوب وطريقة تخاطب الفطرة البشرية ، بشكل غير معهود فيما صدر من قبل هذا.
ثم يحسم التعقيب في حقيقة عيسى (ع) وفي طبيعة الخلق والارادة التي تنشىء كل شيء كما انشأت عيسى (ع) (كُنْ فَيَكُونُ) (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ) ، بل وجود آدم أعجب وأغرب.
ان ولادة عيسى (ع) مخالفة للمألوف لا غير وليست هي مخالفة لصنع الله وارادته التي لا يتخلف عنها المراد ، فالشيء العجيب والغريب بالنسبة الى المخلوق المحدود بكل جهاته ، لا غير.
أهل الكتاب يقرون بخلق آدم من تراب من لا شيء والتراب شكليا لادخل له أصلا. وان النفخة من روح الله هي التي جعلت منه هذا الكائن الانساني. ولم تصاغ الاوهام والاساطير حول خلق آدم