وهو المجتمع الذي تكون قيادته العليا مختارة من قبل خالق البشر لا يختار لخلافته في أرضه الا الامام المعصوم عن كل خطأ ونقص والذي هو في منتهى العلم والعدل والرأفة بالعباد. وقد اختار لذلك نبيه ص وآله اثني عشر اماما أولهم علي (ع) وآخرهم المهدي (ع).
(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٢١٠))
البيان الصافي : وهو سؤال استنكاري عن علة انتظار المترددين الذين لا يدخلون في السلم في حزب الله تعالى ، ماذا ينتظرون ، انه سيأتي اليهم العذاب العاجل فيسحقهم جميعا أو يأتيهم الموت الذي لا بد منه فينقلهم الى مهاوي النيران ومقر الشيطان ، وتأتيهم ملائكة العذاب فيقولون : (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ..)
وفجأة بينما نحن امام السؤال الاستنكاري الذي يحمل طابع التهديد ـ اذ نجد ان اليوم قد جاء ، وان كل شيء قد انتهى ، وان القوم أمام المفاجأة التي كان يلوح لهم بها الدمار المهلك.
(قضي الأمر وطوى الزمان ، وافلتت الفرصة ، والى الله ترجع الامور)
(سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢١١))
البيان الصافي : والسؤال هنا قد لا يكون متصورا على حقيقته ، انما هو اسلوب من أساليب البيان للتذكير ، بكثرة الآيات التي آتاها الله بني اسرائيل ... (وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ ...)
ونعمة الله تعالى هنا هي نعمة الايمان ، نعمة السلم والاطمئنان ، نعمة الرحمة والرضوان ، وما بدلت البشرية هذه النعمة الا انصبت عليهم المصائب والنكبات وعمهم الذل والخذلان. وشملهم الخوف والجزع ، وطاردتهم الاعداء من مكان الى مكان.