والمحرك ـ مثل هذه الاشياء تماما ـ لان حتى القانون يحتاج الى من يجريه وينظمه ..
ولكن الخالق للحياة غير محتاج ، وليس هو مثل شيء من هذه الاشياء (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).
وليس هو محدودا ، لان المحدود محكوم بالحدود ومحاط بها «والله محيط بكل شيء». فالله ليس بمحدود في ذاته وليست صفاته محدودة ، وليست حياته محدودة ببداية او نهاية .. بل : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
وليس الله محتاجا .. ليس محتاجا الى الخلق والخالق .. لو كان محتاجا الى أحد لكان خالقا له ولم يكن هو الخالق ، ولكنه الخالق عز اسمه ـ (وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) ـ.
وهو ـ أحد ـ ..
والاحد بمعنى ـ غير المركب ـ الصمد ـ.
انا واحد ولست أحدا ، لأني مركب من آلاف التراكيب العضوية والخلايا.
والله واحد أحد ، لانه غير مركب صفاته عين ذاته ، فصفات العلم والقدرة والارادة والهيمنة وغيرها من الاسماء الحسنى وصفاته القدسية غير منفصلة عن ذاته ، عزوجل.
(هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ٢١ ـ ٢٤ / سورة الحشر.
بهذه الصفات يكون الله منفردا عن خلقه لا تحكمه ما يحكمهم من صفات العجز والضعف والحاجة (لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).