مواضيع مختلفة الا انها تصب في قناة واحدة من قنوات الفكر الاسلامي الاصيل ، هذه القناة المتفرعة من المبدأ والمتصلة بهدفية الحياة ، ومسؤولية الانسان في تحقيق هذا الهدف وهو الخضوع لنظام الله وتطبيق قانونه كما تسير هذه الطبيعة والكائنات وفق نظام الله وقوانينه الكونية.
فلنتابع معا جولتنا السريعة مع هذه السورة الفريدة ، لنتأمل معا تلك السمفونية المترابطة من النغم والايقاعات الرتيبة في كل مقطع من مقاطعها ، ولا ننسى أن نستخرج الروابط الموضوعية بين كل آية وأخواتها ، ونستنتج القوانين النفسية والفكرية من هذه السورة.
١ ـ في هذه السورة نجد أن الآيات الخمس الاولى تقسم بالملائكة المرتبطة ووظائفهم بالآخرة ، والمسؤولة عن تعهد الارواح الصاعدة ..
٢ ـ وفي الايات الاربع الثانية تصوير موجز عن الاخرة .. تصوير للقيامة وحالة القلوب والابصار فيها ...
٣ ـ وفي الايات الخمس الثالثة ـ ولا زال الحديث عن الاخرة ـ عرض لكلمات المشككين في المعاد ، فمن جهة يعتبرونه أمرا صعبا ومستحيلا ، ومن جهة أخرى يعتبرونه صفقة غير رابحة فهنا أشكالا عن وقوع القيامة :
واحد ـ انه غير ممكن لله ـ. اثنين ـ انه غير مثمر للعباد.
١ ـ (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ ، أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً)؟
٢ ـ (قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ).
والاشكال الاول ناشىء من الجهل بمبدأ الحياة ومصدر القوانين الطبيعية والكونية.
والاشكال الثاني : نابع من الجهل بهدفية الحياة ومسؤولية الانسان فيها.
فالانسان بطبيعته يحب التهرب من المسؤولية ويريد الاسترسال