بداية السورة واتجاهها العام ، وهي التركيز على محور التفكير الشيطاني والنظرة الضيقة المشوهة عن مقياس الاختيار والافضلية.
فالشيطان هو الآخر ضيع المقياس الحقيقي وتصور أن الاعتبارات المادية (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ٧٦ / ص ، هي المقياس.
وفقدانه للمقياس الصحيح والرؤية الواضحة جره الى اتخاذ مواقف عنصرية وأدت به الى التكبر والشقاق وأخذته العزة بالاثم عند ما حكم عليه بالرجم واللعنة ، فازداد كبرا وعنادا كما الكفرة هنا ، فقال : (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ٨٢ / ص.
وبهذا يكشف القرآن لهم المنبع الرئيسي الذي يستمدون منه العزة والشقاق والغرور.
فالخلاصة :
ان الجو العام للسورة ، والوسيلة التي تواجه السورة هذه الفئة من الكفار هي هذا النسج المتقن عن :
١ ـ ذكر المقياس الحقيقي لانتخاب الرسول ـ ٢ ـ عرض العوامل النفسية للابتعاد عن الرسول والكفر برسالته ـ ٣ ـ باسلوب الاستنكار والتهديد ، وباسلوب القصص الاخاذة التي تكهرب الحس والشعور ـ ٥ ـ وبعلامات الاستفهام والاسئلة التي تثير العقل والوجدان ـ ٦ ـ وأخيرا بالتصوير الحسي لحالات المتقين والطاغين في يوم المعاد.
٣ ـ جولة في سورة (القيامة) وهي مكية وآياتها أربعون.
١ ـ اقرأ السورة من أولها الى آخرها كاملا ليغمرك الجو الروحي للسورة ، وتتهيأ لطرح الاسئلة كمفتاح لفهم القرآن واكتشاف كنوزه.
٢ ـ وبعد انتهاءك من قراءة السورة ، اطرح على نفسك الاسئلة التالية :
من الذي تخاطبه هذه السورة ، وما هي الجبهة التي تواجهها؟
ـ ما هي صفاتهم الروحية والنفسية ومواقفهم من الدعوة والدين؟