قصص زملائه من الانبياء ويذكر صفاتهم العظيمة التي رفعتهم الى مقام النبوة وقمة الوعي والارادة (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ).
أي أصحاب قوة وعطاء ، وأصحاب وعي وبصيرة.
فهذه مؤهلاتهم الذاتية للقيادة والنبوة ، لا الاعتبارات المادية والقيم المزيفة بل لم يصبهم الاغترار بالدنيا ونعمها ، ولم تمنعهم الثروة والاموال يوما من اداء واجباتهم الرسالية وتحقيق أهدافهم الاصلاحية.
فهذا داود في قمة خضوع الكائنات الطبيعية له وتسبيحها معه لم يغتر ، بل (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ) ٢٤ / ص
وسليمان في أوج عظمته وسلطانه الكوني ، يخبت لربه ولا تحجبه عن الذكر المغريات.
فالانبياء يدركون الهدف في الحياة ليس الرفاه والمتعة ، بل الهدف هو الحركة والانطلاق ، والسمو في حالة الثروة والقدرة ، أو في حالة الفقر والضعف ، والمطلوب هو السير على قدمين قدم الشكر والاحسان ، في حالة القدرة والثروة. وقدم الصبر والصمود في الازمات والشدائد.
هؤلاء قوم عاشوا لله وكانوا يتوجهون الى الله في حالة الرخاء واليسر ويرجعون اليه في حالة الثروة والعسر ، ومنطلقهم هو الله ومن الله والى الله ، وهدفهم هو الله وحده.
وبعد أن تعرض السورة قصة هؤلاء الانبياء ـ على اختلاف ظروفهم المعيشية والرسالية يركز على ملاك العبودية المطلقة لله ، ويضرب على هذا الوتر الحساس كثيرا وشديدا.
ويعرض بعدها مصير الطغاة الاسود ، ويقارنه بمصير المتقين ويعطي صورة عن مصير الفريقين ، صورة حية تثير الخيال والحس ليدقق في مشاهد الطرفين جيدا.
وفي الفصل الاخير يعرض قصة آدم مع الشيطان ، وهي تتناسب مع