على جواز الاكتفاء بالقراءة الموجودة ، وبالالتزام على كون ما هو الموجود هو القرآن بما هو كتاب الهي وقانون سماوي.
الطائفة الثالثة :
١ ـ روى الطبرسي في الاحتجاج (مرسلا بقوله : جاء بعض الزنادقة الى امير المؤمنين عليهالسلام) في جملة احتجاج امير المؤمنين عليهالسلام على الزنديق الذي جاء اليه مستدلا بآي من القرآن متشابهة تحتاج الى التأويل ـ الى ان قال ـ يقول (١) : (وان خفتم ان لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ،) وليس شيء يشبه القسط في اليتامى نكاح النساء ولا كل النساء ايتام فما معنى ذلك ، الى ان قال : فان خفتم الا تقسطوا الاية ، فهو ما قدمت ذكره من اسقاط المنافقين من القرآن ، وبين القول في اليتامى وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص اكثر من ثلث القرآن الخ .. وهذه الرواية ضعيفة السند فلا اعتداد بها مضافا الى ان المراد من الاسقاط فيها هو الخلاف في الترتيب بين الآيات الذي حصل في القرآن بسبب جمع عثمان وعدم اطلاعه على خصوصيات الآيات وارتباط بعضها ببعض ، مضافا الى ان الظاهر مما ورد في تفسير القمي ان ترتيب النزول كان على خلاف ترتيب جمع عثمان ، قال بعد قوله تعالى (١) : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ)، نزلت مع قوله : (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ)، فنصف الاية في أول السورة ونصفها على رأس المأة وعشرين آية الخ ..
فانظر الى الروايتين وقايس بينهما كي تعرف ان المراد من الاسقاط
__________________
(١) النساء ، الآية ٣.