ان هذا القرآن الذي في ايدينا قد وقع فيه بعد رسول الله ص وآله شيء من التغييرات واسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والايات وان القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق كما انزله الله تعالى ما جمعه علي عليهالسلام وحفظه الى ان وصل الى ابنه الحسن عليهالسلام وهكذا الى ان انتهى الى القائم عليهالسلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه ، ولهذا ورد صريحا في حديث سنذكره لما ان كان الله عزوجل قد سبق في علمه الكامل صدور تلك الافعال الشنيعة من المفسدين في الدين ، وانهم بحيث كلما اطلعوا على تصريح بما يضرهم ويزيد في شأن علي عليهالسلام وذريته الطاهرين ، حاولوا اسقاط ذلك رأسا او تغييره محرفين.
وكان في مشيئته الكاملة ومن الطافه الشاملة محافظة او الامر الامامة والولاية ومحارسة مظاهر فضائل النبي ص وآله بحيث تسلم عن تغيير اهل التضييع والتحريف ويبقى لاهل الحق مفادها مع بقاء التكليف لم يكتف بما كان مصرحا به منها في كتابه الشريف ، بل جل بيانها بحسب البطون وعلى نهج التأويل وفي ضمن بيان ما تدل عليه ظواهر التنزيل ، واشار الى جمل من برهانها بطريق التجوز والتعريض والتعبير عنها بالرموز والتورية وسائر ما هو من هذا القبيل حتى تتم حججه على الخلائق جميعا ولو بعد اسقاط المسقطين ما يدل عليها صريحا بأحسن واجمل سبيل ، ويستبين صدق هذا المقال بملاحظة جميع ما نذكره في هذه الفصول. ثم ذكر اخبارا من طرق الخاصة والعامة نذكر جملة منها فيما يأتي ان شاء الله ، فنقول :
لنا ان نقسم الاخبار التي استدلوا بها على التحريف الى أنواع خمسة.
الاولى : ما يدل على أن عليا (ع) جمع القرآن.
الثانية : ما يدل على أن القرآن الموجود هو كله قرآن