وهذا القرآن كان عند الائمة يتلونه في خلواتهم وربما اطلعوا عليه بعض خواصهم كما رواه ثقة الاسلام الكليني عطر الله مرقده باسناده الى سالم بن سلمة قال قرأ رجل على ابي عبد الله (ع) وانا استمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال ابو عبد الله (ع) كف عن هذه القراءة واقرأ كما يقرىء الناس حتى يقوم القائم (ع) فاذا قام قرأ كتاب الله على حده واخرج المصحف الذي كتبه علي عليهالسلام.
وهذا الحديث وما معناه قد اظهر العذر في تلاوتنا في هذا المصحف والعمل بأحكامه.
وثانيها : ان المصاحف لما كانت متعددة لتعدد كتاب الوحي عمد الاعرابيان الى انتخاب ما كتبه عثمان وجملة ما كتبه غيره وجمعوا الباقي في قدو ماء حار وطبخوه ولو كانت تلك المصاحف كلها على نمط واحد لما صنعوا هذا الشنيع الذي صار عليهما من اعظم المطاعن.
وثالثهما : ان المصاحف كانت مشتملة على مدائح اهل البيت صريحا ولعن المنافقين وبني امية نصا وتلويحا. فعمدوا ايضا الى تزييفه ورفعوه من المصاحف حذرا من الفضائح وحسدا لعترته.
ورابعها : ما ذكره الثقة الجليل علي بن طاووس في كتاب ـ سعد السعود ـ عن محمد بن بحر الرهنى من اعاظم علماء العامة في بيان التفاوت في المصاحف التي بعث بها عثمان الى اهل الامصار ، قال اتخذ عثمان سبع نسخ فحبس منها بالمدينة مصحفا وارسل الى اهل مكة مصحفا والى اهل البحرين ثم عد ما وقع فيها من الاختلاف مصاحفه التي هي بخطه فكيف حال غيرها من مصاحف كتاب الوحي والتابعين.
واما العصر الثاني فهو ازمان القراء. وذلك ان المصحف الذي وقع اليهم خال من الاعراب والنقط كما هو الان موجود في المصاحف