الى ان الصادق (ع) لما اخبر بقتله بكى وترحم عليه ، مضافا الى انه لم يعلم كون نهيه عن اذاعة السر مولويا فلعله كان ارشاديا بل الشاهد على الاخير موجود وهو تعليل النهى عن الاذاعة بانه لو أذاع يقتل ، ومن الذى يجزم بان يكن قتلا فى سبيل الله اذ لو لم يكن فى كل زمان ومكان امثال المعلى ممن يضحى بنفسه فى سبيل الدعوة الالهية الحقة لا ندرست احكام الدين ولا باد الطغاة عساكر الحق واليقين فنرجو من الله ان يحشر هؤلاء فى زمرة الشهداء والصديقين ، فالخبر بالاضافة اليه معتبر ، واما الدلالة فهي ناظرة الى لزوم الدقة في تطبيق قواعد الاعراب على المقروء وعلى ان قراءة ابى كانت على وفقها ، على انه لم تكن لهم قراءة خاصة فكيف باختصاصهم بقرآن خاص.
فكلمة بقرائتنا ـ في صدر الحديث ناظرة الى القراءة المتعارفة الجارية على قواعد الاعراب ، بشهادة الذيل ولا يفهم من الخبر بطلان قراءة ابن مسعود وهو تلميذ النبي (ص) في القراءة كأبي بل هو ناظر الى لزوم الاتحاد في القراءة وعدم خصوصية لقراءة على الاخرى الا بالاوفقية مع القواعد ، وهناك اخبار اخرى ضعيفة الاسناد نذكرها للاشارة الى ما فيها.
منها ما رواه في الكافي عن العدة عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن (ع) قال قلت له : جعلت فداك انا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن ان نقرأها كما بلغنا عنكم ، فهل نأثم؟ فقال : لا ، اقرؤوا كما تعلمتم ، فسيجيؤكم من يعلمكم ، وهذا الخبر انما يدل على الاختلاف في كيفية الادعاء والاتفاق في المادة والصورة ولا اقل من عدم دلالته على أزيد مما ذكر مع ان السند ضعيف لا يمكن الركون اليه لجهالة بعض أصحاب ابن سليمان والجهل بوثاقته بنفسه.