وللخروج عن ابتغاء الفتن وترويج الاراء الباطلة والاهواء الزائفة واشاعة المسالك الخيالية ، والمذاهب الشيطانية ، شأن بعض الصوفية وسائر الفرق المبتدعة ، وليعلم ان العلم بالمؤولات مخزون عند الائمة الطاهرين عليهمالسلام.
واما وجه الحاجة الى شأن نزول الايات فلان الخطأ في ذلك يفضى الى اتهام البرىء وتبرئة الخائن ، كما ترى ان بعض الكتاب القاصرين عن درك الحقائق الراهنة يذكرون ان شأن نزول آية الخمر انما هو اجتماع علي (ع) مع جماعة في مجلس شرب خمر ، مع ان التاريخ يشهد بكذب ذلك ، وترى بعضهم يقول بان قوله تعالى (١) : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)، انما نزلت في شأن ابن ملجم.
واما وجه الحاجة الى العلم بالانطباقات القهرية للعمومات بعد تحققها فلان اعجاز القرآن ينكشف بهذا العلم واخباره عن الملاحم والمغيبات ، وهنا تجدر الاشارة الى بعض ما قيل في التفسير :
١ ـ التفسير ، كشف المراد عن اللفظ المشكل ، والتاويل رد احد المحتملين الى ما يطابق الظاهر ، وعليه فبيان الظاهر ليس بتفسير ، ويرجع الى هذا ما نقلناه عن الشيخ الانصاري (ره) من أن التفسير كشف للقناع ولا قناع للظاهر.
٢ ـ وقال ابو العباس : التفسير والتأويل واحد ، وجعل في المنجد التأويل من معاني التفسير.
٣ ـ وعن ابن عباس : التفسير على اربعة اوجه (روى عنه ابن جرير).
الاول : وجه تعرفه العرب من كلامها ، اي ما توضحه القواعد العربية.
__________________
(١) البقرة الاية ٢٠٧.