يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ)، وفي سورة القمر (١) : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).
ويدل على لزوم التدبر في القرآن قوله تعالى في سورة القمر كما مر فهل من مدكر؟ وفي سورة النساء (٢) : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) وفي سورة محمد ص وآله (٣) (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها).
واما السنة فيدل على الامرين (ان القرآن هاد وانه يجب التدبر فيه) ما رواه الكليني في الكافي عن الصادق عليهالسلام قال : ان هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فان التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.
وما رواه في الكافي ايضا عن ابي عبد الله عن آبائه عليهمالسلام قال رسول الله ص وآله : ايها الناس انكم في دار هدنة وانتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد فأعدوا الجهاز لبعد المجاز. قال : فقام المقداد ابن الاسود فقال يا رسول الله وما دار الهدنة فقال : دار بلاغ وانقطاع فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع وصادق مصدق من جعله امامه قاده الى الجنة ومن جعله خلفه ساقه الى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبظن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره انيق وباطنه عميق ، له تخوم وعلى تخومه تخوم. لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الدجى ومنار الحكمة ودليل
__________________
(١) الايات ١٧ ـ ٢٢ ـ ٣٠ ـ ٣٢.
(٢) الاية ٨٢.
(٣) الاية ٢٢.