٤ ـ الوهابية ، اتباع ابن تيمية ، القائلون بان النبي مبين للقرآن.
٥ ـ الخوارج ، القائلون بان القرآن واضح الدلالة ، منزل للهداية ولا يحتاج الى التفسير والبيان.
والتحقيق حجية ظواهر الكتاب كظواهر السنة وسائر الظواهر وعدم خروج ظواهر الكتاب عن قاعدة حجية الظواهر ، اذ هذه القاعدة كانت ولم تزل مطردة في جميع الاعصار والامصار وعند كافة العقلاء من اي لغة كانوا ولم يردع الشارع عن هذه القاعدة في مورد القرآن.
اما بيان القاعدة فهو ان البشر منذ نشوء المدنية كان ولم يزل محتاجا في تفهيم مقاصده الى آلة لابرازها ، من الاشارات والعلائم والنصب وترسيم الصور ، الى ان وصل الى آلة لابراز مقاصده اوسع نطاقا من الكل وأسهل تناولا من الجميع ، وهو اللفظ فوضع كل لفظ خاص لمعنى مخصوص ، فحكمة الوضع كانت من الاول تفهيم المقاصد ، فالمتكلم باي لغة اذا كان عاقلا جادا غير مجازف فعليه ان يستعمل كل لفظ فيما وضع له ويطبقه على مراده الجدي (في عالم بيان المقصد) واذا اراد التجاوز عن الموضوع له الى معنى آخر كان عليه الاتيان بالقرينة. فقانون المحاورة موافقا لحكمة الجعل عبارة عن بناء العقلاء بالاخذ بمقتضى الوضع اللغوي.
ولذا يكون الظاهر حجة بمعنى كونه برهانا للمتكلم على مراده الجدي في عالم الاحتجاج على مخاطبه وبرهانا للمخاطب كذلك ، فاذا قال المولى : ايتني بالماء ، فله ان يحتج على عبده اذا اتى بشيء اخر ، بقانون المحاورة ، كما انه لو اتى بالماء فقال المولى : لم جئت به اذا لم يكن الشيء الرطب البارد السيال مرادا لي ، كان للعبد ان يحتج عليه بقانون المحاورة. وانه لم لم تنصب قرينة على مرادك الذي كان خلافا لظاهر اللفظ ، ومن البديهي ان القرآن الذي نزل للتحدي والارشاد بلسان القوم ، تكون ظواهره كسائر الظواهر حجة لدى العقلاء اذا لم