خلاصة البحث :
ان المفهوم الصريح للاية الكريمة (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) ليس سوى التأكيد على ضرورة الاستنفار الدائم من اجل التغيير والاصلاح ، والثورة المستمرة من اجل المحافظة على روح المسؤولية والتضامن حية في نفوس الناس.
ان الثورة هنا لا تعني تقويض دعائم النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمجتمع ، اذ المفروض ان النظام الاسلامي قائم بالفعل ، بل انها تعني الاصلاح الداخلي فالثورة هنا موجهة في الاساس ضد القيم اللانسانية التي تنشأ وتظهر وتبدأ بالنمو والترعرع في حلة جديدة وثوب آخر.
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثورة دائمة ضد المصلحية والاستغلال وسوء استخدام الاموال والثروات ، ثورة ضد اللامبالاة واللامسؤولية والكسل والترف والراحة ، اللهو واللعب ، والبطالة ، والطمع وتكديس الثروات وجمعها من كل طريق ووسيلة ، واغتصاب حقوق الاخرين واهمال الفقراء والمحرومين.
كذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثورة ضد ضيق التفكير وحصر الهدف الاسمى من الحياة في الترفيه والاستهلاك والتجمل ونسيان الآخرة والاهداف الاجتماعية الخيرة.
ان كل هذه القيم المادية المصلحية الطاغية اذا غفلنا عنها فانها كالسوس تنخر شجرة حياتنا. وكالجراثيم المرضية تشلل الى جسم الامة فتفتك بها ، وكالميكروبات تبدأ بتلويث البيئة الطبيعية وتسمم الهواء وتقضي على قيم العدل والحرية .. ويصبح المجتمع بعدها مشلولا عن الحركة والابداع والتقدم ويكون معرضا للموت تحت وطأة الظلم والاستغلال والعبودية. با بشع صورها.