لقد حدث هذا مرارا في التاريخ الاسلامي.
خاصة عند ما يعم الرفاه المادي والاقتصادي ، فتحصل فئة ما او عدة. فئات على القوة الاقتصادية والساسة ، عندئذ تنمو المصالح الشخصية والاطماع الخاصة ، وتبدأ رحلة الانقلاب المضادة في المجتمع.
في مثل هذا الجو بالذات يجب على العناصر الداعية التي تشعر بالمسؤولية ان تتنبه لهذا الخطر وتقف بحزم في وجه الدوافع المصلحية وانتشار الاغراض والاهواء الشخصية ، وتقتل جرثومة الفساد والترف قبل انتشار المرض ، وهذا في الواقع يعني استمرار الثورة من اجل القيم والحركة باتجاه الهدف التكاملي للامة ، وهو المعنى الواقعي لواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وذلك لانهما واجبان شرعا للمجتمع الاسلامي ، وليس لمجتمع الكفر حيث يحكم الفسوق والفجور في كل مكان.
بينما النتيجة الطبيعية لترك هذين الواجبين معروفة سلفا ، وهي كما قال الامام علي عليهالسلام وهو على فراش الموت :
لا تتركوا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم
وقال ايضا :
اول ما تغلبون عليه من الجهاد : الجهاد بأيديكم ثم بالسنتكم ، ثم بقلوبكم فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب فجعل اعلاه اسفله واسفله اعلاه.
فيوم يترك الناس واجب الاصلاح الاجتماعي ، ويتهربون من مسؤولية الاصلاح .. تنتهي الاوضاع الى الاسوء ويطبق الظلم والظلام وتنقلب المقاييس والامور رأسا على عقب ، وتصاب الامة بنكسة العودة الى القيم الجاهلية التي جاء الاسلام ليحرر الناس منها.