المشاركة الجماعية في القيام بهذه المسؤولية لكي يبقى المجتمع محصنا عن الثغرات والانحراف عن الحق والعدل.
من هنا قال الله تعالى :
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران / ١٠٩.
ووردت أوامره مؤكدة ووصايا مكررة عن النبي والائمة عليهمالسلام ، تدفع الامة دفعا للقيام بمسؤولية الاصلاح الاجتماعي وذلك بالالتزام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطيع فبقلبه وذلك اضعف الايمان».
وقال (ص) : «والله لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق اطرا ولتقصرنه على الحق.»
وفي كلام طويل للامام علي عليهالسلام يقول وهو يشير الى مواقف الناس المختلفة اتجاه مسؤولية الاصلاح الاجتماعي ، وحكم كل واحد من المواقف في ميزان الاسلام.
فمنهم من ينكر المنكر بيده ولسانه وقلبه ، فذلك المستكمل لخصال الخير ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير ومضيع خصلة ، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه ، فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة ، ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده ، فذلك ميت الاحياء (يعني لا نفع لوجوده ابدا لانه لا يقوم بمسؤولياته الاجتماعية ، فوجوده وعدمه سواء).