ولا يجرده عن دوره حتى يعيش اللاابالية واللامسؤولية او يعيش في اهتمامات مادية شخصية ، بل يحرم عليه ذلك.
«من اصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس بمسلم».
فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضتان اسلاميتان على كل فرد ـ مثل الصلاة والصيام ـ أي يجب على كل مسلم الالتزام بهما.
فالصلاة والصيام عبادة شخصية ومسؤولية فردية. بينما الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة اجتماعية ومسؤولية اجتماعية.
وليس عجيبا أن الاسلام بوصفه الرسالة الالهية الاخيرة ، والقرآن باعتباره الكلمة الاخيرة في قاموس السماء ، يوصيان الانسان ـ بصورة مؤكدة ومكررة ـ بالمسؤولية الاجتماعية ، ويأمرانه بالالتزام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. حتى لا ينسى مسؤولياته الاجتماعية في غمرة الاهتمام بمصالحه الشخصية وتفرغه لنفسه ، خوفا من أن يصاب بالنظرة الانانية واللاابالية بما يجري حوله من أحداث.
وخوفا من أن تصاب الامة الاسلامية بالروح الاتكالية فتلقي بالمسؤولية على عاتق الحكومة والقيادة ، وتنصرف هي عن ممارسة دورها في الرقابة على سير القيادة وتصرفات القائد .. ولكن لا تنغلق على نفسها وتتخلى عن صفة التضامن والتواصي بالحق ، وتنسى دورها القيادي في العالم.
من هنا نعرف ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من صميم واجبات الدين الاسلامي ، وهي مسؤولية المسلم السياسية والاجتماعية داخل المجتمع الاسلامي ، وهي رسالة المسلمين الى العالم ، رسالة الدفاع عن العدل والحق والاخلاق ومحاربة القيم اللاانسانية في المجتمع.
(وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ).
ان كل مسلم مسؤول عن اصلاح مجتمعه والمحافظة على قيم الاسلام في المجتمع ، ولان ذلك مسؤولية دائمة وضخمة فان الاسلام امر بضرورة