في ميدان العمل والواقع لتبرر وجودها وتثبت جدوائيتها ، وترتبط بالتقدم الحقيقي.
ان قيمة الايتاج المادي ترتبط دائما بهذا الاختبار ، فان حقق الانتاج المادي نتائجه في خدمة الجنس البشري كله بغير تفرقة أو تعصب ، برر وجوده واستحق ما انفق من أجله من اهتمام وجهود.
ولكن الكثير من الشعوب في عالمنا الانساني المعاصر تظن بان المنتجات المادية والاكثار من أدوات الحضارة ، تجعلها ملكا للامم التي تضع أيديها عليها ، وتصبح دليلا على الحضارة.
بينما هذه الشعوب تضع أيديها على هذه الادوات خضوعا لها لا سيطرة عليها وهدرا لطاقاتها وصرفا لها عن وجوه انفاقها الصحيحة لا بذلا لها في هذه الوجوه.
ان هذه الشعوب اذن مملوكة وليست مالكة.
انها مستعبدة لما تضع أيديها عليه من الثروات والآلات وليست قائمة عليه بالقسط وبالتقييم الصحيح لوجوه انتاجه ووجوه استثماره وانفاقه.
وهكذا نجد الانسان المعاصر صنع الآلة ثم تحول الى أسير لها وعبد مملوك لضروراتها .. فعكف على عبادة ما صنعه بيده ـ كما فعل السامري الذي صنع العجل بيده من الذهب ثم تحول الى عبادته واستدرج الناس الى ذلك.
تلك كانت بعض القصة .. أما بقيتها.
فان ابراهيم ـ عليهالسلام ـ كون مجتمعا اسلاميا صغيرا وقويا انطلق في الحركة والبناء ، وأخذ يقاوم كل المجتمعات المادية ، وينتصر عليها بسرعة هائلة كما بدأ ينتشر في كل بقعة من الارض كل ذلك بما كان يمتلك من علاقات ايمانية ودعم غيبي الهي واخيرا بما كانت متفقة مع سنن الحياة الفطرية.