ثالثا : ان الشخص الذي يجاهد في سبيل عقيدته ويتحمل المقاومة والتضحية في سبيل تثبيتها في الواقع الاجتماعي ، يزيده الله وعيا وبصيرة وثقة ويمنحه القوة والجرأة والاقدام ويضاعف طاقاته المعنوية والنفسية ليعوض بها عن نقصه المادي وضعف وسائله.
(وَزِدْناهُمْ هُدىً وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا ..)
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً).
(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
رابعا : الهجرة والحركة سلاح فعال بيد المجاهدين والمؤمنين والعظماء المصلحين.
لان الانسان لو كان يملك فكرة اصلاحية ويحمل أهدافا رسالية في الحياة ، ولا يتمكن أن يبلغها وينشرها. لانه لا يملك القوة الكافية والوسائل التغييرية ، عنده رشد ولكن لا يستطيع ان يرشد وعنده فكرة صالحة ولكن لا يتمكن ان يصلح بها.
فما ذا يفعل؟
هل يستسلم للواقع الفاسد ويتكيف معه بينما هو يريد تغييره واصلاحه.
هل يهادن الظلم والظالمين ، وهو جاء للثورة عليهم ..
وهنا يفرض عليه الواجب والهدف أن يعتزل هذا الواقع وينفصل عنه جسديا بعد ما انفصل فكريا ونفسيا لانه يخاف ان لم يستطع أن يؤثر فيه من التأثر به ، فعليه أن يهاجر ويهرب بعقيدته وفكره .. ليحصن نفسه من الذوبان في المجتمع الفاسد وتكون له في الحياة هجرة وحركة وانطلاق .. ويختار مكانا آخر من الارض يجد فيه الحرية والامان. ليمارس فيها عقيدته ويطبق شعائر دينه.