«وقد ضرب على آذانهم فلا يشعرون بالحاجة الى الغذاء والماء»
«وقد ضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا».
ولكن ما هو الهدف من القصة.
الجواب :
ـ اولا : بيان موقف من مواقف البطولة والتحرر في حياة الجماعة المؤمنة ، لذلك وصف الله هؤلاء بأنهم فتية ، والحال كما يقول التاريخ والروايات انهم كانوا رجالا كهولا ، ولم يكونوا شبانا من ناحية السن .. بل كانوا فتية بمعنى ابطالا أصحاب شهامة وفتوة في الفكر والعزيمة.
يقول الامام الصادق «ع» انهم كانوا كهولا ، ولكن سماهم الله فتية لتقواهم وعزمهم ، الفتى من آمن بالله واتقى ان اصحاب الكهف كانوا كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم» (١).
ثانيا ـ ليست قصتهم شيئا عجبا او خارقا ، وليس موقفهم امرا شاذا وغريبا بل ان قصتهم حلقة في سلسلة الايات الطبيعية الدالة على صحة العقيدة الاسلامية ، وصوابية الرؤية الايمانية وصدق الرسالات السماوية ، وموقفهم يعد تجربة طلائعية رسالية من مواقف تجسيد الايمان والعقيدة سلوكيا وابرازها في المجال الاجتماعي والانطلاق من مفهوم الايمان الى اتخاذ موقف الاصلاح.
والتغيير الاجتماعي .. وتحمل مسؤولية العقيدة واداء رسالتها الاجتماعية والانسانية.
وأخيرا فهؤلاء الفتية هم قافلة من قوافل الايمان والحركة الرسالية والجهاد والتضحية في سبيل الرسالة ، وتجربتهم تجربة طلائعية رائدة قابلة للتكرار في كل جيل وأخذ العبرة منهم دائما.
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً).
__________________
(١) سفينة البحار مادة (فتى).